هي أجنبية.
لم ترى سوى بلادها.
هي أجنبية قررت ان تسافر.
استقبلتها فور وصولها كل الألوان: أخضر، أصفر، برتقالي،
أزرق. منظر غريب؛ عبارات و أشكال غريبة تترجم الى:
“have
a nice stay” و. “Welcome to Lebanon”
هي سائحة ساذجة
لأنها صدّقت هذه الأقوال. ففي أول دقائق لها في
البلاد، عرفت أسرارها: عيب الوقوف في الصف و الإنتظار. مرّ أمامها الكثير من الناس
و هي تتعجب. حتى أن الظابط سمح للناس بالمرور قبلها.
هي خائفة.
حال وصولها الى الفندق يتم تفتيش حقائبها. تسأل
عمّا في الحقائب و تزمّر بعض المكنات حين تمر عبرها.
هي ضائعة.
ربما لم يعرف السائق أين أرادت الذهاب. لم ترد
التعرف على الرئيس.
هي ترتجف.
أصوات رصاص تتعالى على الطرقات و لا أحد ينفعل.
يبدو أيضا" أن لا أحد يهتم.
هي تنزعج.
بعد صراع طويل مع نفسها و الرصاص ينهمر في
الشوارع قررت أن تسأل عمّا يجري.
"Don’t
worry. All okay. Is normal. You sleep"
أجابها عامل في
الفندق بلغة انجليزية ركيكة.
هي خائفة.
في الصباح التالي دبّابات و مسلّحين على الطرقات.
هي وحيدة.
يبدو أن لا أحد غيرها خائف. تنظر من النافذة و
ترى ناس على الشواطىء.
هي سائحة.
أرادت أن ترى لبنان و المغارة و الجبال و الوديان
و البحور.
هي سائحة.
لم ترى غير المنارة و السيارة و الألوان و
الشعارات و الدبّابات.
هي ساذجة.
لأنها صدقت أقوال الناس و أرادت ان ترى
"لبنان الأخضر". فلم تجد الخضار الّا في ملابس الجيش و المسلحين.
هي خائفة.
فلم ترى ذلك من قبل.
هي عائدة.
الى بلاد تستقبل الغرباء و لا تعاملهم بغرابة.
هي أجنبية.
عادت الى بلادها و لم تعش مغامرات لبنانية عادية.
فلم يعطوها اللبنانيون الفرصة لأن ترى.